لُغتنا – نحن- معشر النساء لم تكُن يوما في ُمعجم
لا تسألني – ياسيدي – بما لو بُحت لك به , أنا موقنه بأنك لن تفهم
لا أظنك تمتاز عمّن سواك بشيّء فلا تتكبد العناء بالسؤل و عليّ لا تتهجّم !
لا أظنك ستفقه في لغتي شيّء – ياسيدي – لا أظنك – حتى – ستهتم !
تلك الدموع التي تتساقط في ظلام الليل تحكي عن الألم
ابتسامتُنا حياء , و احيانا هي سخرية من القدر و تهجّم
دموعنا ..امتنان ..شكر ..فرح .و احيانا حزن دفينٌ يتكلم
نبضاتنا تنشدُ أملاً بريشةِ فنان تزخرفه تلونه و لخيوطه تحيكُ و ترسم
صمتُنا عتاب ..سكوتنا يوما لم يكُن رضاً , ذاك قول السائلين في مُرغَم !
إذا تكلمنا فنحن- غالبا – لما نقول.. لا نقصد و لا نعني و لا نهتم
إذا طلبنا فنحن –غالبا – لما طلبنا لا نرقب و لا نطول ولو طلناهُ لا ننعم !
إذا تمنيّنا شيئا ففي انتظاره نظلُّ أبد الدهر , أبدا لا نسأم
تنهيدة بحجم الكون نملأ بها صدورنا حين اللقاء أو وداع لما اسميناه بالحلم !
نُعاملُ كَالأطفال و تحمل قلوبنا مالن يطِقه شيخاً كبيرا أعجم !
نحن الجُزر التي حوطتها المياه من كل الجهات , و مكثنا نرقب المنقذ المثلم !
نحن الشموع التي احترقت شوقا و أنارت به كل درب مظلم معتم
نحن الشموس التي غفلوا أن يتغنّوا بجمالها و تغزّل بالقمر كل محبً مُتيّم !
تسكن اجسادنا الأرض و تتوق أرواحنا للفضاء علّنا من أشواك الأرض نسلم !
أرأيتَ تلك الصخور... خلفها خبّئنا كل سرٍ طاهرٍ مُحرّم !
أرأيت تلك القبور ...كانت شواهدا لموت قلبٍ نُسيَ أو أُعدِم
آآآه يا سيدي كم تمنيّنا لو كُنا أغبياء لكنّا فَهِمنا ..فصارت الحلوى بطعم العلقم !
أَ فطنت لما قلته – يا سيدي – ام تراك لحديثي لم تفهم و لا تهتم ؟
تلك لغتي زيّنت بها فصول حكايتي حبا , شوقا , قهرا أو ندم !
لن أغيّر لغتي ماحييت , فلا تتجرأ بالطلب و به – حتى – لا تُتمتم !
لا أرى أمامك _يا سيدي _ سوى حليّن ....
إما أن ( تتعلم أو تتعلم) !